وقرر
الخروج عن الروتين اليومى الذى بدا مللا , برغم من حبه للحفاظ على النظام الثابت
فى الحياة ... وعدم الإنحراف عنه , عله يبقى مستقيما , ...
تأخر
عن المعاد المحدد ليقظته , ... وبالرغم من التزامه بالمواعيد , وإدراكه بأنها من
أهميات الحيااة التى يجب الحفاظ عليها , ... فالتأخير يجلب معه أشياء غير مستحبة ,
وغير لائقة - بشخصية مثله - أخذ القرار بأنه سيخرج عن تلك العادة الأخرى , ...
وبدلا
من الذهاب للعمل , ... قرر اتخاذ عطلة فى غير معادها , وبدون تحديد سابق لها , ...
تأنق
فى ملابسه - كعادته - لكن ببعض التغيير فى شخصية الملابس , ...
فقد اعتاد ارتاد ذلك الزى المناسب بالعمل ,
والذى بدله من شبابه إلى إنسان آخر , ... هو وقور كفاية ليرتدى ملابس تليق بسنه , ...
فليست الملابس ما تخبرنا دائما عن الشخصية التى تقابلنا - ليس دائما -
إنها جزء من الشخصية , وليست تعبر عن كامل
أجزاء الشخصية , ... وبتغييرها لا تتغير تلك الشخصية , ... ربما تتوضح الشخصية
للأفضل , ...
وقرر
السفر إلى جزيرة تبعد بضع أميال عن مدينته , ... ليجتمع بها مرة أخرى , فـ لطالما
كانت ملجأهما ...
جاءته البارحة , وكأنها تشتاقه كثيرا , ...
لذلك أخذ تلك القرارات العاجلة للذهاب إليها , ... فكان يشتاقها أكثر , ...
وعندما وصل إلى هناك , كان كل شئ مجهز , ...
كأنما من هناك يعلم بمجيئه سابقا
- ولكنه علم بعد وقت قصير من وصوله واستقبال
أهل الجزيرة له , أن كل شئ كان كما هو منذ آخر مجيئ لهما معا -
جلس
يستمع لصديقة مشتركة لهما معا , ... كانت من قبل معرفتهما صديقتها هى , ... وأصبحت
الآن صديقته هو
... اليوم كان يومها وليس يومه , ... فقراره منذ
بدء اليوم - و منذ البارحة - أنها ستكون هى لليوم
واستمع إلى كثير من أشيائها , وحكاياها - مع
علمه جيدا بتلك الأشياء , ... فقد كان بطل حكاياتها - قبل إنتهاء الرواية ووضع
كلمة النهاية على آخر حدث لها معه -
فقد وضعت النهاية على انتهاء الحياة بها ,
... وتعلق حياته على موتها