الأحد، 5 يناير 2014

ليلة أخرى , ولكنها مختلفة اليوم

قبل أن يسافر منذ الثلاث سنوات احتضنها بشدة , لا تعلم حتى الآن لم كان ذلك الحضن المفاجئ , راودتها لفترة أفكارا تقول أنه فعل ذلك ليترك بها رائحته فلا يتركهها لحد غيره , ولا يتركها أو يسلمها لحالها - فعل أنانى لذاته , حتى فى غيابه أو رحيله - 
راودتها أحيانا رغبته فى التصاقها هى به للأبد , فيتركهها وهو محمل بها وعبق رائحتها - التى لا يشعرها غيره - إلى الأبد ... تلك الفكرة الخيالية التى راودتها لتجسيد كلمة الأبد التى تقال كثيرا فى قصص العشق القديمة .
ولكنه احتضنها دون استحضارا لفعل ذلك , دون حديث مسبق , أو دون إذن - إذا كان قد نوى الرحيل - 
والتمس شعرها , تحسسه , فطالما كانت أصابعه تتحرك عليه وبينه لتميزه وتميزها عن غيرها , لتتوجه وتتوجها ملكة وأميرة فى الكون ... ابتسم وقالها : ( آه , كم أحب هذا الملمس الناعم على يدى , الذى يلتحفنى ويحتوينى بأزمنته , طوله يتوجك ويجعلك الأجمل )
لم تحسب الامر الآن , قامت وبحثت فى البيت عن مقص ... وجاءت به , لم تتردد اليوم , يكفى تلك الأيام والسنوات التى مضت وهو يأخذ ما يريد ويترك ما يريد , اليوم القرار لها أن تتركه بعيدا , وتخلع حضنه عنها , وتبعد أصابعه عن شعرها الذى هو لها والذى هى به الأجمل , ليس به - هو - أو بما يقول ... فهى الأجمل بجميع حالاتها التى تكونها بدونه .
قصته , ولم تبكى 
ربما اليوم سيذهب باردا , ذلك البرد القارص الذى صار يملأ المكان ... ويملأ داخلها ونفسها قبل المكان , لربما هو الذى طغى .
يكفى ما بكت حتى اليوم , ويكفى ما امتلأت به حتى اليوم 
اليوم هو لحالها , والباقى لها وحدها , لا يحق لماضيه ورحيله أن يطغيا أكثر عليها , فكل شئ حولها قد تغير اليوم بعينيها ... اليوم عين أخرى لها قد تفتحت , عين الواقعية والبرودة , فلا مكان للدفء اليوم
قالها منذ ثلاث سنوات 
واليوم هى تقولها : ( ولأنك أحببته طويلا وأنا لم أعد بحاجتك )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقييم