نمت وشبت على مهنة والدتها , وكما كانت تعيش تلك الأم , فى المكان المجهول البعيد عن أى من الأقارب أو من المعارف بها أو بحياتها ...
فى ذلك المحل الذى هو محل عمل لكسب بعض من الرزق يعينها على حياة الغربة , كما هو مسكن يأوى جسدها من وحوش البشر الذى اكتفت من ملاقتهم ومواجهتهم ... فقد اكتفت بالقتال من أجل حياة , دوما رغبت فى امتلاكها والآن لا تريد شيئا غير الحفاظ على ابنة قد منحتها لها الحياة فى مشوارها فى حياة مثل تلك المتوحشة , لا تعرف لم أتعاقبها الحياة أكثر , أم تحن عليها وتعطيها من يعينها على الحياة الوحيدة ؟ ...
وإلى هنا جاءت الإبنة , على شكيلة أمها ... كل ما عانت من أجله أمها من أجل الحفاظ عليها قد جاء فى صالحها , ولكن الحياة لم تكن فى صالحها ... ومنذ متى والحياة فى صالحنا , وتكون على حجم إرضائنا ...
تعلمت من أمها كيف تصمم الملابس , وبعد ذلك احترفت فى تصميم ملابس الزفاف , وصارت تجيىء إليها معظم بنات الحى , فقد أبهرت الجميع بتصميماتها وموهبتها فى ذلك المجال الذى خلقت له ...
ومع ذلك ظل تصميمها لفستانها هى كما هو , فستانها الذى صممته لها أيامها وحبها الخفى , كانت عيناها تهربان من تصاميمها لفساتين بقية البنات والعرائس إلى ذلك التصميم الذى ظلت ترغب فى الشروع فيه ...
حيث كان يطل محلها على مبنى متواضع يعمل فيه مصمم آخر , ولكنه مصمم هندسى لبعض المشاريع المعمارية , ذلك الشباب هو الذى أخذ قلب وعقل تلك الإبنة منذ إتيانه إلى ذلك الحى واتخاذه لذلك المبنى كمحل لعمله ...
ومضت تلك الإبنة أيامها كما اعتادت أن تمضيها من رؤية الشاب صباحا وهو مقبل على عمله , ثم تشرع فى استقبال بعض آنسات الحى اللاتى يقبلن على حياتهم الأخرى التى يخترن شريكها أويتم اختياره لهن وفقا لعدد من المعايير التقليدية , وما أن بدأت ذلك اليوم ... حتى رأت ذلك المهندس الشاب مقبلا على محلها , وما كادت الإبتسامة على وجهها تظهر وتتفتح كوردة أقبل ربيعها , وما كادت الفرحة تعرف قلبها , حتى غادرت وانطفأت , ... فقد سمع الشاب من أهل الحى أن تلك الإبنة هى مصممة لفساتين الزفاف , وأنها الأفضل فى ذلك المجال عن غيرها ... وتفاجئت به يأخذ منها ميعادا لخطيبته , حيث أنهما قد أقبلا على زفافهما ...
وما أن يرحل ويتركها , حتى تأخذ عيناها فى الهروب إلى لوحة لطالما رغبت فى تحقيقها ... ولكن لم تكن الحياة تعطيها الحظ فى ذلك , ومن هى حتى تمنحها الحياة ما تريد أن تناله ؟ ... وما أن سمعت من بنات الحى اللاتى أصبحن يترددن أكثر عليها أن ذلك الشاب قد خطب فتاة جميلة , رائعة الجمال ... وهى رفيقة ذلك الشاب فى مجاله , وأن بينهما قصة حب عظيمة جدا , ربما بدأت قبل خطبتهما بزمن طال عن معرفة الإبنة له ... وحبهما قد تشبث بظروف حياتهما معا حتى قوى وصعب , بل استحال فراق ذلك الحب عنهما ...
وهنا أدركت الإبنة أن تلك الحياة ما كانت لتخدمها بجلب فرحتها إليها ... وعليها أن تحيا كما اعتادت أن تحيا , وكما اعتادت الحياة , ... على الآمال التى تتوقف حدودها عند مجرد الكلمة فقط ...
وبدأت شروعها فى تلك اللوحة , وذلك التصميم ... لمنحه لتلك الشابة الرائعة الجمال التى حظيت بحب شاب قد أخذ قلبها دون أن يشعر ... وفرحتها التى قد سرقت منها إلى الأبد , فى ذلك الفستان الذى أرادته لنفسها , والحب الذى لم ترده الحياة لها ...
وآمنت بمقولة قالتها لها أمها يوما :
( لا تحلمى يا إبنتى حتى تصدقى حلمك ... الحلم , عليك أن تكتفى به بكونه حلما بعيد كل البعد عن عالمنا نحن ) ... ... ...
فى ذلك المحل الذى هو محل عمل لكسب بعض من الرزق يعينها على حياة الغربة , كما هو مسكن يأوى جسدها من وحوش البشر الذى اكتفت من ملاقتهم ومواجهتهم ... فقد اكتفت بالقتال من أجل حياة , دوما رغبت فى امتلاكها والآن لا تريد شيئا غير الحفاظ على ابنة قد منحتها لها الحياة فى مشوارها فى حياة مثل تلك المتوحشة , لا تعرف لم أتعاقبها الحياة أكثر , أم تحن عليها وتعطيها من يعينها على الحياة الوحيدة ؟ ...
وإلى هنا جاءت الإبنة , على شكيلة أمها ... كل ما عانت من أجله أمها من أجل الحفاظ عليها قد جاء فى صالحها , ولكن الحياة لم تكن فى صالحها ... ومنذ متى والحياة فى صالحنا , وتكون على حجم إرضائنا ...
تعلمت من أمها كيف تصمم الملابس , وبعد ذلك احترفت فى تصميم ملابس الزفاف , وصارت تجيىء إليها معظم بنات الحى , فقد أبهرت الجميع بتصميماتها وموهبتها فى ذلك المجال الذى خلقت له ...
ومع ذلك ظل تصميمها لفستانها هى كما هو , فستانها الذى صممته لها أيامها وحبها الخفى , كانت عيناها تهربان من تصاميمها لفساتين بقية البنات والعرائس إلى ذلك التصميم الذى ظلت ترغب فى الشروع فيه ...
حيث كان يطل محلها على مبنى متواضع يعمل فيه مصمم آخر , ولكنه مصمم هندسى لبعض المشاريع المعمارية , ذلك الشباب هو الذى أخذ قلب وعقل تلك الإبنة منذ إتيانه إلى ذلك الحى واتخاذه لذلك المبنى كمحل لعمله ...
ومضت تلك الإبنة أيامها كما اعتادت أن تمضيها من رؤية الشاب صباحا وهو مقبل على عمله , ثم تشرع فى استقبال بعض آنسات الحى اللاتى يقبلن على حياتهم الأخرى التى يخترن شريكها أويتم اختياره لهن وفقا لعدد من المعايير التقليدية , وما أن بدأت ذلك اليوم ... حتى رأت ذلك المهندس الشاب مقبلا على محلها , وما كادت الإبتسامة على وجهها تظهر وتتفتح كوردة أقبل ربيعها , وما كادت الفرحة تعرف قلبها , حتى غادرت وانطفأت , ... فقد سمع الشاب من أهل الحى أن تلك الإبنة هى مصممة لفساتين الزفاف , وأنها الأفضل فى ذلك المجال عن غيرها ... وتفاجئت به يأخذ منها ميعادا لخطيبته , حيث أنهما قد أقبلا على زفافهما ...
وما أن يرحل ويتركها , حتى تأخذ عيناها فى الهروب إلى لوحة لطالما رغبت فى تحقيقها ... ولكن لم تكن الحياة تعطيها الحظ فى ذلك , ومن هى حتى تمنحها الحياة ما تريد أن تناله ؟ ... وما أن سمعت من بنات الحى اللاتى أصبحن يترددن أكثر عليها أن ذلك الشاب قد خطب فتاة جميلة , رائعة الجمال ... وهى رفيقة ذلك الشاب فى مجاله , وأن بينهما قصة حب عظيمة جدا , ربما بدأت قبل خطبتهما بزمن طال عن معرفة الإبنة له ... وحبهما قد تشبث بظروف حياتهما معا حتى قوى وصعب , بل استحال فراق ذلك الحب عنهما ...
وهنا أدركت الإبنة أن تلك الحياة ما كانت لتخدمها بجلب فرحتها إليها ... وعليها أن تحيا كما اعتادت أن تحيا , وكما اعتادت الحياة , ... على الآمال التى تتوقف حدودها عند مجرد الكلمة فقط ...
وبدأت شروعها فى تلك اللوحة , وذلك التصميم ... لمنحه لتلك الشابة الرائعة الجمال التى حظيت بحب شاب قد أخذ قلبها دون أن يشعر ... وفرحتها التى قد سرقت منها إلى الأبد , فى ذلك الفستان الذى أرادته لنفسها , والحب الذى لم ترده الحياة لها ...
وآمنت بمقولة قالتها لها أمها يوما :
( لا تحلمى يا إبنتى حتى تصدقى حلمك ... الحلم , عليك أن تكتفى به بكونه حلما بعيد كل البعد عن عالمنا نحن ) ... ... ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق