فضلت الخروج من سجن وهمى ... مقيدة فيه بسلاسله القوية ... التى تبقيه دوما بها ... فضلت كسر حواجزه وكل مايربطها به ... بعد أن رحل دون الكلمة المصممة للرحيل ... فبدون - وداع - ذهب ... بدون شئ ذهب ... بدون مبرر , أو مواجهة ... ذهب ...
لماذا , وهو لطالما اعتدته قويا , لم يلجأ من قبل للهروب ... فى حل لما يمر به ... يقف مواجها لما يأتيه ... يقف مستعدا لكل ظروف تأتى عاصفة به ... ولكن لم ذلك المرة !...
ربما لم تحسن التعرف عليه جيدا ... ولم تحسن فهمه ... ربما أخطأ حدسها تلك المرة ... أو هو من جاء مربكا لظنونها ...
خرجت وفعلت ما يحلو لها ... قامت بكل انواع الجنون ... بكل ما كانت تحب أن تقوم به معه هو ...
خرجت ... هربت ... ثارت ... تمردت ... عن كل القوانين العاقلة تجنبت ... وكان ملجأها هو الجنون ... الجنون ذاته الذى كانت تمارسه معه ...
وهمت حالها بأنها بذلك ستشفى من مرضه ... ستقتلع وجوده المتغلغل فى أجزاء ذاتها ... ستتجنب ذكراه وجميع ذكرياته وأحداثه المحفورة على قلبها ... قبل عقلها , الذى أدمن وجوده ...
فهو - تماما - كأفيون أدمنته ... وكالمدمنة لم تحسن التخلص منه ... وحين رحل , كانت المأساة الكبرى ... كانت فى حاجة ملحة لجرعة من وجوده ... صوته أو حتى رائحته ... كانت فى اشتياق لشئ عابر منه لها ...
وها هو بدأ مفعول ذكراه يخرج منها ... بدأ إدمان وجوده يرحل ... كرحيله ... ليبدأ هذا الإدمان الجنونى بوهم لا يوجد ... نوع آخر من الإدمان ... وأكثر خطورة عليها ... أشد إنهاء عليها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق